نص لم ينشر من كتاب الكافي فقه أهل المدينة، لأبي عمر بن عبد البر النمري القرطبي (ت463هـ)

magazine slogan

نَصٌّ لم يُنْشَر
من كتاب الكافي في فقه أهل المدينة
لأبي عمر بن عبد البر
النمري القرطبي(ت463هـ)
د. عبد اللطيف الجيلاني
جامعة الحسن الثاني، عين الشق، الدار البيضاء

  تقديم

  يعرض هذا البحث نصّا نفيسا لم يحظ بعدُ بالنشر من كتاب الكافي في فقه أهل المدينة لحافظ الأندلس الكبير أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري(ت463هـ)، ومن المعلوم لدى الباحثين المهتمين أن كتاب الكافي لابن عبد البر مطبوع طبع لأول مرة في مجلدين بتحقيق الدكتور محمد محمد أحيد ولد ماديك الموريتاني سنة1398هـ، وكان قد نال به شهادة الدكتوراه في الفقه الإسلامي مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الأزهر، ثم صدرت طبعته الثانية سنة1400هـ، وبعد ذلك انتشرت طبعة أخرى للكتاب في مجلد واحد صدرت عن دار الكتب العلمية ببيروت، وهي مسروقة من الطبعة السالفة.

  وهذا النص يتضمن ذكر أسانيد الإمام ابن عبد البر التي يملك بها حق رواية المصادر التي اعتمد عليها في تأليف كتابه الكافي في فقه أهل المدينة، واهتمام ابن عبد البر بإثبات أسانيده إلى هذه المصادر يعكس دقة منهجه في النقل عن المصادر، ويوضح منهج توثيق النصوص عند علماء المسلمين الذي يقوم على التوثق من نسبة الكتب إلى أصحابها وعلى العناية بتحملها بأحد طرق التحمل الثمانية المعتبرة عند المحدثين، وهي: السماع من لفظ الشيخ، ثم القراءة عليه أو العرض، ثم الإجازة، ثم المناولة، ثم المكاتبة، ثم الإعلام للطالب بأن الكتاب من روايته، ثم الوصية بالكتب، ثم الوجادة أو الوقوف على خط الراوي، لذلك صار الإسناد شعارا لعلماء الإسلام على التزامهم الأمانة العلمية والدقة والتحري في نقل النصوص؛ قال الإمام عبد الله بن المبارك(ت181هـ): ((الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)) ،  وقال الإمام أبو علي الحسين بن محمد الغساني الجياني(ت498هـ) تلميذ ابن عبد البر: "خصّ الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء، لم يعطها من قبلها: الإسناد، والأنساب، والإعراب" .

  وليس ابن عبد البر هو الوحيد الذي أورد أسانيده إلى مصادره في نهاية تأليفه، فعدد من الأئمة ساروا على هذا النهج قبله وبعده، منهم الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي في كتاب العلل وهو آخر كتاب من الكتب التي تضمنها جامعه، فقد ساق أسانيده إلى المصادر التي استقى منها مذاهب الفقهاء واختياراتهم، وكذلك أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحاج التجيبي القرطبي (ت529هـ) في خاتمة كتابه المناسك، وهو مخطوط بخزانة جامع ابن يوسف بمراكش برقم:152، وأبوالقاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي (ت619هـ) في نهاية كتاب لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن، وهو مطبوع بتحقيق الدكتور رفعت فوزي في ثلاثة مجلدات، وصدر عن دار البشائر الإسلامية ببيروت عام 1418هـ. ويمكن اعتبار هذه الأسانيد الواردة في نهاية بعض التآليف فهرسة جزئية؛ يقتصر فيها المؤلف على ذكر أسانيده إلى مصادره في كتاب معين، خلافا للفهرسة الجامعة التي يسوق فيها أسانيده إلى جميع الكتب التي يجوز له روايتها، وقد تتضمن الفهرسة الجامعة أيضا تراجم الشيوخ، وفن الفهارس أو الأثبات أو البرامج فن اهتم به علماء الغرب الإسلامي وصنفوا فيه تصانيف غزيرة، وهو مع قيمته التوثيقية للنص يُفيد كثيرا في دراسة تاريخ تأليف المصنفات وتناقلها وتداولها ومدى إقبال العلماء عليها.

  والأسانيد التي أوردها ابن عبد البر في هذا النص الذي ننشره اليوم لأول مرة تتعلق بتسعة كتب تعد من أشهر مصادر المذهب المالكي، وهي:

1- الموطأ، لإمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي(ت179هـ)، ويعتبر الموطأ أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى حتى ألف الإمام البخاري صحيحه، وهو عدة مذهب مالك وأساسه، توخى فيه الإمام مالك القوي من حديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم وبوبه على أبواب الفقه فأحسن ترتيبه وتبويبه فكان كتابا حديثيا فقهيا جمع بين الأصل والفرع.
2- المدونة، لسحنون بن سعيد التنوخي(ت240هـ)، أصل علم المالكية، وتأتي عندهم بعد الموطأ في الأهمية، فهي تضم 36 ألف مسألة جلها من رواية سحنون عن ابن القاسم عن مالك، وابن القاسم أحد جلة تلاميذ مالك وله سماع من مالك عشرون كتابا، وقد بنى سحنون أساسها على المدونة الأولى التي تعرف بالأسدية نسبة لأسد بن الفرات، فقد عرض سحنون الأسدية على ابن القاسم فرجع ابن القاسم عن بعض ما نقله عنه أسد، ثم عكف عليها سحنون مراجعة وترتيبا وتنظيما لأبوابها ومسائلها وألحق فيها من خلاف كبار أصحاب مالك ما اختار ذكره، وذيّل أبوابها بالأحاديث والآثار إلا كتبا منها مفرقة بقيت على أصل اختلاطها في السماع، فهي المدونة والمختلطة.
3 - المستخرجة أو العتبية، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة العتبي القرطبي(ت254هـ) : جمعت سماعات أحد عشر فقيها جلهم أخذوا عن مالك منهم ابن القاسم وأشهب وابن نافع وابن وهب ويحيى الليثي، إلا أن العتبي لم يعتن بتهذيبها، وتمحيص رواياتها، فكثر فيها الروايات المطروحة والمسائل الغريبة الشاذة، وهي التي رواها عنه تلميذه ابن لبابة، وشرحها الإمام أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي(ت520هـ) في كتابه العظيم البيان والتحصيل.
4 - المختصر الكبير، لعبد الله بن عبد الحكم المصري(ت214هـ): جَنَحَ فيه إلى اختصار سماعاته من أشهب، وذكر بعضهم أن مسائل المختصر الكبير ثمانية عشر ألف مسألة، وعلى المختصرين الكبير والصغير لابن عبد الحكم معول المالكيين من البغداديين في المدارسة، ولذلك اعتنوا به أكثر من غيرهم، وهو الذي شرحه الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري(ت325هـ). وكان الحافظ ابن عبد البر يقول: ثلاثة كتب مختصرة في معناها أوثرها وأفضلها مصنف أبي عيسى الترمذي في السنن، والأحكام في القرآن لابن بكير، ومختصر ابن عبد الحكم، وتوجد لهذا الكتاب نسخة خطية عتيقة بخزانة جامع القرويين بفاس برقم: 810، مكتوبة على رق غزال.
5 - المبسوط، للقاضي إسماعيل بن إسحاق الأزدي(ت282هـ): احتج فيه لمذهب مالك وشرحه، وقد بلغ مؤلفه مرتبة الاجتهاد، وهو معتمد المالكيين البغداديين ومعولهم، ثم صار معتمدا لدى علماء المالكية بالمغرب والأندلس؛ لا سيما ابن أبي زيد القيرواني في كتابه النوادر والزيادات، وأبو الوليد الباجي في المنتقى.
6 - الحاوي، لأبي الفرج عمر بن محمد الليثي البغدادي(ت330هـ): كتاب معروف في المذهب المالكي كما يقول القاضي عياض، وقد نقل عنه الباجي كثيرا في كتابه المنتقى.
7 - مختصر أبي المصعب أحمد بن أبي بكر الزهري المدني(ت242هـ): من أشهر مصادر الفقه المالكي، ويوجد له نسخة عتيقة بخزانة جامع القرويين بفاس برقم:538، تعد من أقدم المخطوطات العربية كتبت بقرطبة سنة359هـ، وتقع في 174 ورقة، ولدي مصورة عنها.
8 - الموطأ، لعبد الله بن وهب المصري (ت197هـ)، يكتسب هذا الكتاب أهميته في الفقه المالكي لعلاقة ابن وهب الوطيدة بالإمام مالك، قال أصبغ: ابن وهب أعلم أصحاب مالك بالسنن والآثار، وقد طبعت قطعة من موطأ ابن وهب في (177ص) بتحقيق هشام الصيني، نشر دار ابن الجوزي بالدمام عام 1420هـ.
9 - الواضحة، لعبد الملك بن حبيب السلمي(ت238هـ): كتاب كبير في الفقه والسنن، وهو من رواية تلميذه يوسف بن يحيى المغامي لا يكاد يوجد شيء منها إلا عنه، ولم يصل إلينا من هذا الكتاب سوى النقول الكثيرة عنه في المصادر، وقطعة يسيرة لا تزال مخطوطة بخزانة القرويين بفاس برقم 809، وظهرت مؤخرا قطعة أخرى بخزانة الجامع الكبير بمكناس برقم 110، وأشار ميكلوش موراني إلى وجود قطع متفرقة منه بخزانة القيروان برقم 268، 270 - 278، وقد نوقشت رسالة جامعية في تحقيق قطعة الكتاب الموجودة بخزانة القرويين بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط.

  هذه هي أبرز مصادر الحافظ ابن عبد البر التي استخلص منها كتابه الكافي في فقه أهل المدينة، وهناك كتب أخرى لم يذكر أسانيدها مع أنه استفاد أحيانا منها كالموازية، ومختصر الوقار. ويعد كتاب الكافي واحدا من أهم المختصرات الفقهية المالكية، جمع فيه أصول المسائل، واقتصر فيه على ما يحتاج إليه المفتي، وبوّبه وقرّبه فصار مُغنيا عن التصانيف الطوال في معناه، ولهذا المعنى نجده حاضرا ضمن كتب الدرس وسلاسل الرواية قرونا عديدة، وممن رواه من أصحاب الفهارس والبرامج حسب اطلاعي: ابن أبي الربيع، والتجيبي، والمنتوري، وفيما يلي سياق أسانيدهم إلى مؤلفه:

  قال أبو القاسم قاسم بن عبد الله بن محمد بن الشاط الأنصاري السبتي(ت723هـ) في برنامج أبي الحسين عبيدالله بن أحمد بن عبيدالله بن أبي الربيع القرشي السبتي(ت688هـ): "الكافي: لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر ـ المذكور ـ يحمله عن جماعة، منهم: أبو العباس العزفي، عن أبي القاسم ابن بشكوال، عن أبي محمد ابن عتاب، عن أبي عمر. وعن أبي العباس المذكور، وأبي القاسم بن بقي وغيرهما، عن أبي محمد بن عبيد الله، عن أبي الحسن بن موهب، عن أبي عمر. وعن أبي العباس المذكور أيضا، وأبي عبد الله بن خلفون وسواهما، عن أبي عبد الله ابن زرقون، عن الخولاني، عن أبي عمر" .

  وقال أبو القاسم القاسم بن يوسف التجيبي(ت730هـ) في برنامجه: "كتاب الكافي في الفقه: تأليف الحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري رحمه الله تعالى. سمعت جملة منه تفقها على العلامة أبي الحسين القرشي المذكور ـ يعني أبا الحسين بن أبي الربيع ت688هـ رحمه الله تعالى. وحدثنا به بعد أن أجازنا سائره، عن أبي العباس أحمد بن محمد اللخمي السبتي الفاضل، عن أبي القاسم بن بشكوال، عن أبي محمد بن عتاب، عن أبي عمر رحمهم الله أجمعين".

  وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الملك القيسي المنتوري (ت834هـ) : "كتاب الكافي للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري. سمعت بعضه تفقها على شيخنا الأستاذ أبي عبد الله محمد بن محمد بن الحاج، عن الأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الغافقي، عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي، عن الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد الحجري، عن الحاج أبي الحسن علي بن عبد الله ابن موهب عنه".

ويتضح من خلال هذه الأسانيد أن كتاب الكافي يتصل بمؤلفه الحافظ ابن عبد البر من طريق ثلاثة من تلاميذه:أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتّاب القرطبي  (ت 520هـ)،وأبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن موهب الجذامي المريي    (ت532 هـ)، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني القرطبي (ت 508هـ)، ولعلّ الاختلاف الواقع بين نسخ الكتاب الخطية مَرَدُّهُ إلى تعدد رواياته عن مؤلفه.

والنصّ المقصود بالنشر هنا ورد في ختام نسختين من نسخ الكتاب، وكلاهما محفوظ بخزانة جامع القرويين العريقة بفاس:

- الأولى برقم 464، وهي نسخة نفيسة أصابها الكثير من الخروم، ولحقها بتر يسير من أولها، كتبت بخط أندلسي، تقع في سفر ضخم، يبلغ عدد أوراقها:243 ورقة، تتكون كل ورقة من وجهين، كل وجه يضم27 سطرا، ويعود تاريخ نسخها إلى العشر الأول لربيع الثاني سنة630 هـ.
- والأخرى برقم 490، وهي تشتمل على النصف الثاني من الكتاب فقط، في سفر متوسط، كتبت بخط أندلسي جيد بالسواك، واختلف خطه بين أوله وآخره، متلاشية جدا بخرق السوس، وهي من تحبيس عريق الصحافيين بفاس أبي الحسن بن زنبق عام878هـ، يبلغ عدد أوراقها: 104 ورقة، كل ورقة تتكون من وجهين، كل وجه يضم 31 سطرا، وبسبب البتر في آخرها لم يتبين تاريخ نسخها الذي فيما يبدو يرجع إلى القرن السابع تقديرا.  
ومن المفيد التنبيه إلى أن النص المذكور سقط من باقي نسخ الكتاب التي تيسر لي معاينتها والوقوف عليها، وهي:

1 ـ نسخة محفوظة بالخزانة العامة بالرباط برقم 540ك، وتقع في 163 ورقة، نسخت سنة661هـ.
2 ـ نسخة محفوظة بالمكتبة الأزهرية بالقاهرة برقم 3043 فقه مالكي، وتشتمل على النصف الثاني من الكتاب، وتقع في255 ورقة.
3 ـ نسخة الخزانة الحمزاوية بالرشيدية برقم 108، وهي نسخة قيمة تقع في 276 ورقة، وهي بخط أبي حامد محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن الحسن البناهي، ويعود تاريخ نسخها إلى سنة829هـ.
4 ـ نسخة محفوظة بخزانة رباط سيدنا عثمان بالمدينة المنورة برقم 153، وتقع في 176 ورقة، وهي بخط عاصم بن أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، ويرجع تاريخ نسخها إلى سنة 720هـ.
5 ـ نسخة محفوظة بالمكتبة الوطنية بتونس برقم 4819، وتقع في195 ورقة.
6 ـ نسخة محفوظة بالخزانة العامة بالرباط برقم 3252د.

  والغريب أن الدكتور محمد ماديك رحمه الله أسقط هذا النص المهم رغم أنه موجود بتمامه في نسخة خزانة القرويين رقم 464، وهي من النسخ التي اعتمدها في المقابلة، بل وضع نموذجا منها في صدر تحقيقه، وعندما عرض صورة الورقة الأخيرة من هذه النسخة قال موضحا أسفل الصورة: "شكل يمثل الصفحة الثانية قبل الأخيرة من النسخة الفاسية المغربية، وفيها إثبات انتهاء بحوث الكتاب وبداية ذكر الأسانيد التي استقى المؤلف منها الكتاب كما ذكر في المقدمة"، وقول المحقق هنا: "كما ذكر في المقدمة" إشارة منه إلى قول ابن عبد البر في مقدمة الكتاب بعد تسميته لمصادره فيه : " وسأذكر الأسانيد بيني وبين مؤلفيها في آخر الكتاب إن شاء الله"، وهذه العبارة أسقطها المحقق أيضا تقليدا للنسخ الموريتانية، وهي نسخ سقيمة لا ترقى إلى النسخة الفاسية من حيث الصحة والضبط، وهذا يدل على عدم معرفته بمنهج التحقيق وما يقتضيه من دراسة النسخ الخطية المتوفرة واختيار النسخة الأم وفق معايير محددة، فالمحقق المذكور صرّح أن نسخة القرويين هي أقدم النسخ، ومع ذلك نجده يقول: "اعتمدت في التحقيق على ثلاث نسخ موريتانية وكلها عبارة عن نسخة واحدة لا يختلف بعضها عن بعض بشيء يذكر، ثم قابلتها بالنسخة المغربية الكائنة بالخزانة الملكية العامة التي يديرها السيد الكتاني بالرباط العاصمة المغربية وببقايا من نسخة أخرى عتيقة جدا موجودة بمكتبة القرويين بفاس، ولعل تلك هي أقدم نسخة له لأن تاريخ خطها الموضح في الصفحة الأخيرة يومئ بأن الانتهاء منه كان في العشر الأول لربيع الثاني سنة 630هـ" . فالمحقق لم يجعل نسخة القرويين أصلا مع علمه بقدم تاريخ نسخها، ثم إن المقابلة بنسخة القرويين تقتضي منه الإشارة في نهاية الكتاب إلى هذه الأسانيد التي لم ترد في النسخ الموريتانية ووردت في نسخة القرويين.

  ومن باب إفادة الباحثين في مصادر الفقه المالكي عجّلت بنشر هذا النص النفيس معتمدا على نسخة خزانة القرويين رقم 464 التي جعلتها أصلا، ثم قابلتها بنسخة القرويين رقم 490 التي رمزت إليها بحرف (ق)، وإتماما للفائدة عرّفت بالأعلام ورجال الأسانيد تعريفا موجزا قصدت به إبراز مكانة العلماء الذين تناقلوا هذه المصادر بالرواية والكشف عن مدى إتقانهم وضبطهم.

  ومما لا شك فيه أن نشر هذا النص ينبه الباحثين في التراث إلى ضرورة التفطن لما لحق العديد من النصوص المنشورة من سقط وبتر وتصحيف وتحريف وعبث، صيانة للبحث العلمي أن يسري فيه الخلل، ويمتد إليه العبث، والله الموفق والهادي.
نَصٌّ لم يُنشر من كتاب الكافي في فقه أهل المدينة
للإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمَري القرطبي (ت463هـ)
التي منها استخرجنا هذا الكتاب على ما شرطنا
1- أما الموطأ:
برواية يحيى وغير يحيى؛ فأسانيدنا فيها في فهرسة روايتنا.
ومن أسانيدنا في رواية يحيى للموطأ:
أ - ما حدثنا به سعيد بن نصر، عن قاسم بن أصبغ، ووهب بن مَسَرّة، عن ابن وضّاح، عن يحيى، عن مالك.
ب - وحدثني به أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد:
- عن أبَوَيْ عمر أحمد بن مُطَرف، وأحمد بن سعيد ، عن عبيد الله بن يحيى، عن أبيه، عن مالك.
- وعن وهب بن مسرة، عن ابن وضّاح، عن يحيى، عن مالك.
ج - وحدثنا أحمد بن سعيد، عن ابن أبي دُلَيْم، عن ابن وضّاح، عن يحيى، عن مالك.
2 - وأما المدوّنة:
  فقرأتها على أبي عمر أحمد بن محمد، عن أبي الحزم وهب بن مسرة، عن ابن وضّاح، عن سحنون.
3 ـ وأما المستخرجة:
  [فقرأتها على أبي عُمَر أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، عن أبيه، عن محمد بن عمر بن لُبابة، عن العُتبي] .
4 ـ وأما المختصر الكبير، لعبد الله بن عبد الحكم:
  فقرأت جميعه على أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أَسَد، عن إبراهيم بن جامع السكري المصري، عن مِقْدَام بن داوود، عن ابن عبد الحكم.

وأرويه بغير هذه الأسانيد مقيّدة في الفهرسة.
5 ـ وأما المبسوط، لإسماعيل:
  فأخبرني به ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ أبو القاسم عبد الوارث بن سُفْيَان، عن أبي عمر أحمد بن دُحَيْم، عن ابن أخي إسماعيلـ عن إسماعيل.
  وأخبرني به-إجازة- أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، عن إسماعيل بن محمد الصفّار- سمع منه أقله، وأجازه جميعه -عن إسماعيل بن إسحاق القاضي.
6 ـ وأما الحاوي،لأبي الفرج:
  فأخبرني بجميعه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن يزيد بن محمود، عن عمر بن مُؤَمل، عن أبي الفرج.
7 ـ وأما مختصر أبي المصعب الزُّهْري:
  فحدثني به ـ قراءة عليه وأنا أسمع أبو القاسم خلف بن قاسم، عن أبي محمد الحسن بن رَشِيق، عن أبي سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجَنَدِي، عن أبي المصعب أحمد بن أبي بكر الزهري.
8 ـ وأما موطأ ابن وهب:
  فقرأت جميعه على أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان، عن أبي محمد قاسم بن أصبغ، عن محمد بن وضاح، عن سحنون بن سعيد، عن ابن وهب.
  ومنها كتبٌ عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السَّرْحوسحنون جميعا، عن ابن وهب.
9 ـ وأما الواضحة:
  فأخبرني بجميعها أبو علي الحسين بن يعقوب، عن سعيد بن فحلون، عن يوسف بن يحيى المغامي، عن عبد الملك بن حبيب .

المصادر والمراجع

1 - أخبار الفقهاء والمحدثين، لمحمد بن حارث الخشني (ت361هـ)، دراسة وتحقيق: ماريا لويسا آبيلا ولويس مولينا، نشر المجلس الأعلى للأبحاث العلمية - معهد التعاون مع العالم العربي بمدريد، 1992م.
2 - اصطلاح المذهب عند المالكية، للدكتور أحمد إبراهيم أحمد علي، نشر دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي، ط/1، 2000م.
3 - أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم، لكوركيس عواد، نشر وزارة الثقافة والإعلام بالجمهورية العراقية، 1982م.
4 -  برنامج التجيبي: القاسم بن يوسف التجيبي السبتي (ت730هـ)، تحقيق: عبد الحفيظ منصور، نشر الدار العربية للكتاب ـ ليبيا ـ تونس، 1981م.
5 - برنامج ابن أبي الربيع، خرجه تلميذه أبو القاسم القاسم بن عبد الله بن الشاط السبتي (ت723هـ)، تحقيق: د. عبد العزيز الأهواني ـ منشور بمجلة معهد المخطوطات العربية، الجزء الأول والثاني، عام 1955م.
6 - بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، لأحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة الضبي (ت599هـ)، نشر دار الكاتب العربي بمصر، 1967م.
7 - تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، لأبي الوليد عبد الله بن محمد الأزدي المعروف بابن الفرضي (ت403هـ)، عني بنشره وصححه ووقف على طبعه: السيد عزت العطار الحسيني، نشر مطبعة المدني بمصر، ط/2، 1408هـ.
8 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي (ت911هـ)، تحقيق : نظر الفاريابي، نشر مكتبة الكوثر بالرياض، ط/3، 1417هـ.
9 - تذكرة الحفاظ، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي(ت748هـ)، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، نشر دار إحياء التراث العربي ببيروت، تصويرا عن طبعة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية.
10 - ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، لأبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت544هـ)، ط/1، 1970م.
11- تقريب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني                (ت 852 هـ)، تحقيق: محمد عوامة، نشر دار الرشيد بحلب ـ سوريا، ط/2، 140هـ.
12 - تهذيب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، طبعة دار المعارف العثمانية النظامية بحيدر أباد بالدكن ـ الهند، 1325هـ، نشر دار صادر ببيروت.
13 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لأبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (ت742هـ)، تحقيق: د. بشار عواد، نشر مؤسسة الرسالة ببيروت، ط/1، 1400هـ.
14 - جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، لأبي عبد الله محمد بن فتوح الحميدي (ت488هـ)، تحقيق: محمد بن تاويت الطنجي، نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة.
15 - دراسات في مصادر الفقه المالكي، لميكلوش موراني، ترجمة سعيد بحري وآخرين، نشر دار الغرب الإسلامي ببيروت، ط/1، 1409هـ.
16 - سير أعلام النبلاء، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت748هـ)، تحقيق: مجموعة من الأساتذة، إشراف: شعيب الأرناؤوط، نشر مؤسسة الرسالة ببيروت، ط/1، 1401هـ ـ1405هـ.
17 - شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، لمحمد بن محمد مخلوف (ت1360هـ)، نشر دار الفكر ببيروت، بدون تاريخ.
18 - صحيح مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت261هـ)، نشر دار السلام بالرياض في مجلد واحد سنة 1419 هـ.
19 - الصلة في تاريخ أئمة الأندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم، لأبي القاسم خلف بن عبد الملك المعروف بابن بشكوال (ت578هـ)، عني بنشره وتصحيحه: السيد عزت العطار الحسيني، نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط/2، 1414هـ.
20 - طبقات الفقهاء، لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي (ت476هـ)، تحقيق: د. إحسان عباس، نشر دار الرائد العربي ببيروت، ط/2، 1401هـ.
21 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، لتقي الدين أبي الطيب محمد بن أحمد الفاسي المكي (ت832هـ)، تحقيق: فؤاد سيد ومحمود الطناحي، مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة، ط/1، 1378هـ.
22 - غاية النهاية في طبقات القراء، لأبي الخير محمد بن محمد بن الجزري (ت833هـ)، عني بنشره ج. برجستراسر، ط/1، 1933م، نشر دار الكتب العلمية ببيروت، ط/3، 1402هـ.
23 - الغنية: فهرست شيوخ القاضي عياض(ت544هـ)، تحقيق: ماهر زهير جرار، نشر دار الغرب الإسلامي ببيروت، ط/1، 1402هـ.
24 - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، لمحمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، نشر دار مصر للطباعة بالقاهرة، 1396هـ.
25 - فهارس علماء المغرب منذ النشأة إلى نهاية القرن الثاني عشر للهجرة: منهجيتها-تطورها- قيمتها العلمية، للكتور عبد الله المرابط الترغي، نشر جامعة عبد الملك السعدي بتطوان، ط/1، 1420هـ.
26 -  فهرس مخطوطات خزانة القرويين بفاس، لمحمد العابد الفاسي، نشر دار الكتاب بالدار البيضاء، ط/1، 1979م.
27 - فهرسة ما رواه عن شيوخه، لأبي بكر محمد بن خير الأموي الإشبيلي (ت575هـ)، منشورات دار الآفاق الجديدة ببيروت، تحقيق: فرنسشكة قداره زيدين، طبعة مصورة عن الأصل المطبوع في مطبعة قومش بسرقسطة سنة1893هـ، ط/2، 1399هـ.
28 - فهرسة المنتوري : محمد بن عبد الملك بن علي القيسي الغرناطي (ت834هـ)، نسخة خطية يرجع تاريخ نسخها إلى سنة 873هـ محفوظة بالخزانة الملكية بالرباط برقم : 1578.
29 - الكافي في فقه أهل المدينة، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي (ت463هـ)، تحقيق: د. محمد محمد أحيد ولد ماديك الموريتاني، نشر مكتبة الرياض الحديثة بالرياض، ط/2، 1400هـ.
30 - لسان الميزان، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني(ت852هـ)، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد ـ الهند، عام 1329هـ، نشر دار الكتاب الإسلامي ببيروت، ط/2، بدون تاريخ
31 - محاضرات في تاريخ المذهب المالكي في الغرب الإسلامي، للدكتور عمر الجيدي رحمه الله، منشورات عكاظ ، مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء، 1986م.
32 - معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الدباغ (ت696هـ)، أكمله أبو الفضل أبو القاسم ابن ناجي التنوخي (ت839هـ)، تصحيح وتعليق: إبراهيم شبوح، نشر المكتبة العتيقة بتونس، ط/2، 1413هـ.
33 - معجم الأدباء أو إرشاد الأريب، لياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت626هـ)، نشر دار المأمون بالقاهرة، ط/2، 1355هـ.
34 - المنتقى شرح الموطأ، لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي (ت474هـ)، مطبعة السعادة، ط/1، 1331هـ.
35 - مواهب الجليل لشرح مختصر خليل، لأبي عبد الله محمد بن محمد الحطاب الطرابلسي، مطابع دار الكتاب اللبناني ببيروت.
36 - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب، لأحمد بن محمد المقري التلمساني (ت1041هـ)، تحقيق: د. إحسان عباس نشر دار صادر ببيروت، 1388هـ.
37 - الوافي بالوفيات، لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي(ت764هـ)، باعتناء جماعة من المحققين، يطلب من دار النشر فرانز شتايز بفيسبادن، ط/2، 1974م.

روابط مهمة

-

-

-

-

-

-

-

الواضحة - مجلة علمية محكّمة

الواضحة مجلة علمية محكّمة تصدر عن دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا بالرباط.

المدير المســؤول: مدير دار الحديث الحسنية أ.د   أحمد الخمليشي.

التنسيق والتحرير: د. الناجي لمين د. محمد ناصيري د. عبد المجيد محيب.

سكرتير التحريــــــر: عبد الرحيم مطر.

الناشـــــــــــــــــــــــــــر: دار الحديث الحسنية مطبعة الأمنية - الرباط.