سيــرة ذاتيــــــة:
أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت ومدير مركز الدراسات العربية والشرق أوسطية ورئيس برنامج الدراسات الإسلامية فيها. وهو أيضا رئيس تحرير المجلة العربية لعلم الاجتماع «إضافات». وهو رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع منذ 2018. وقبلها كان نائب رئيس وعضو مجلس أمناء المجلس العربي للعلوم الاجتماعية (2012 - 2016). وهو أيضا مؤسس ومدير البوابة الإلكترونية حول الأثر الاجتماعي للبحث العلمي حول/من العالم العربي (أثر). أهم كتبه: البحث العربي ومجتمع المعرفة: نظرة نقدية جديدة (مع ر. أرفانيتس) و« علوم الشرع والعلوم الاجتماعية، نحو تجاوز القطيعة: أليس الصبح بقريب ».
(للمزيد: https: //sites.aub.edu.lb/sarihanafi/)
عنوان المداخلة:
تدريس العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية نحو تجاوز القطيعة: (دراسة حالة التعليم العالي الإسلامي في المغرب، من خلال تحليل مناهج و برامج الشريعة والدراسات الإسلامية).
الملخص:
تهدف هذا المشاركة إلى تحليل مضمون مناهج كليات الشريعة والدراسات الإسلامية في المملكة المغربية. وسأقوم أولًا: بتوصيف الحقل الديني والفاعلين فيه وعلاقة الدولة بهذا الحقل، ودور وزارة الأوقاف في تنظيمه. وثانيًا: التعرف إلى مناهج برامج الشريعة والدراسات الإسلامية، والتركيز على حضور عناصر العلوم الاجتماعية أو غيابها في هذه المناهج. وثالثًا: تناول الإنتاج المعرفي وأطروحات الماجستير والدكتوراه الصادرة عن بعض أقسام الشريعة والمتعلِّقة بقضايا اجتماعية أو سياسية. ورابعًا: سأبيِّن نجاح المغرب في تكوينٍ نموذجيٍّ لعلماء الشريعة من خلال مؤسسة دار الحديث الحسنية. وقد اعتمدت في هذه الدراسة على جمع المواد المُقرَّرة في بعض الكليات، ومقابلاتنا مع 65 معنيًّا بهذه الموضوعات (من أساتذة الشريعة وطلابها، وأساتذة العلوم الاجتماعية والباحثين فيها، وخطباء الجوامع)، بالإضافة إلى الاطلاع على الأدبيات والأرشيف حول الحقل الديني، وخاصةً خطب الجمعة والتعليم الشرعي. وسوف أظهر أن انفتاح الدراسات الإسلامية في المغرب - بوصفها حقلًا أكاديميًّا - على العلوم الاجتماعية والإنسانية لم يمنع من وجود أزمة هوية في هذا الحقل: فهل هو حقل من العلوم الإسلامية؟ أم إسلاميات تطبيقية؟ أم حقل حول الإسلام؟
هذه الدراسة هي جزء من مشروعنا البحثي يتكون من أبحاثٍ ميدانية أُجريت خلال خمس سنواتٍ لدراسة كليات الشريعة في بعض البلدان العربية في المشرق والمغرب، بالإضافة إلى ماليزيا. ينطلق هذا البحث من أنه لا يمكن اختزالُ الدين في الفقه، والفقه يلزمه فهمٌ للأخلاق، وتنزيل الفقه على الواقع يحتاج إلى أدواتٍ علميةٍ كانت تتطوَّر -وما تزال- في بوتقة العلوم الإنسانية عامَّة والعلوم الاجتماعية خاصَّة. تم دراسة مكونات هذه من حيثُ مناهجها وطرق تدريسها لعلوم الشرع وعلاقة هذه العلوم بالحقول العلمية الأخرى. وانتهى إلى أن المخرج من التقابلات الضديَّة بين هذه العلوم لن يكون إلَّا بالجمعِ بينها من خلال التحصيل العلمي المزدوج -حتى لو كان بحدِّه الأدنى- بين التكوين الشرعي والتكوين في العلوم الاجتماعية، لمحاولة بناء ذهنيَّة مزدوجة ذات نظرة متفتِّحة حول الدراسات الإسلامية والاجتماعية. نشرت نتائج هذا البحث في كتابي علوم الشرع والعلوم الاجتماعية، نحو تجاوز القطيعة: أليس الصبح بقريب (مركز نهوض للدراسات والبحوث2020) (https: //nohoudh-center.com/) . (800 صفحة)